رئيس”COP28 يجب استعادة الثقة بين الأطراف وضرورة الوفاء بتعهد ال100 مليار دولار هذا العام
ودعا سلطان الجابر الي زيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات لتصل إلى 11 تيراواط بحلول عام 2030.
كتب – محمود أمين:
أكد الدكتورسلطان الجابر رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، أن العالم ليس عاجزا عن التغلب على أزمة تغير المناخ، ودعا إلى التحلي بـ الشجاعة و الجرأة والعودة إلى المسار الصحيح لتحقيق طموحاته المناخية، مع التأكيد من جديد على المبادئ التأسيسية للأمم المتحدة والتفكير ما وراء الحدود، وراء السياسة ، وما بعد حياتنا .
وشدد الجابر في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة لطموح المناخ في نيويورك، على أن تغير المناخ هو عدونا المشترك، وعلينا أن نتحد لمكافحته .
وفي القمة، التي تعد بمثابة مشاركة تاريخية في مجال المناخ خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي دعا إلى عقدها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قادة العالم والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأشار الدكتور الجابر إلى البيانات الأخيرة الصادرة عن التقييم العالمي الأول، والتي أكدت أن العالم مقصر، والوقت ينفد منا ، ولكنه أكد على أنه لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار، فقد تحدى العالم للاستجابة للتقييم العالمي بأعلى مستويات الطموح، مشيراً إلى أننا نعرف حجم المشكلة، والأرقام واضحة ومباشرة 22 جيجا طن، وهذه هي كمية انبعاثات الغازات الدفيئة التي نحتاج إلى خفضها السنوات السبع المقبلة للحفاظ على 1.5 في متناول اليد.
وشدد الدكتور الجابر في الحديث عن ضرورة أن يتذكر المجتمع الدولي أننا لسنا عاجزين، وكما رأينا عبر التاريخ، عندما نعمل بتفاؤل وإلحاح وتضامن، يمكننا التغلب حتى على التحديات الأكثر صعوبة ،وأنه في مواجهة أزمة المناخ، يمكننا وسنقوم بإعادة اكتشاف أعظم قوة للإنسانية وهي قدرتنا على التعاون، والتغلب على الاختلافات، وتسخير قوة العمل الجماعي .
وأشار الدكتور الجابر إننا نعمل بلا كلل من أجل الدفع قدماً باتفاقية طموحة للمناخ بين جميع الأطراف البالغ عددها 198 طرفاً، ومع ذلك، لن يتم حل تغير المناخ من خلال الاتفاق وحده، ولا يمكن معالجته إلا من خلال العمل، وهذا هو بالضبط ما نهدف إلى تحقيقه ، من خلال أجندة عمل COP28 .
وتابع الدكتور الجابر تفاصيل جدول أعمال رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لإعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق الطموحات المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015.
ودعا الحاضرين والمستمعين في جميع أنحاء العالم إلى تقديم التزامات قابلة للتنفيذ عبر ركائزها الرئيسية التتبع السريع لانتقال عادل ومنظم للطاقة، وإصلاح تمويل المناخ، والتركيز على الحياة وسبل العيش، ودعم كل شيء بشمولية كاملة.
وعن خطة رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لتسريع عملية التحول العادل والمنظم والمُدار بشكل جيد في مجال الطاقة، قال الجابر للحضور إن التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري أمر ضروري، إنه في الواقع أمر لا مفر منه. ويجب أن يسير جنباً إلى جنبًا إلى جنب مع مرحلة سريعة للبدائل الخالية من الكربون.
ودعا الدكتور الجابر الأطراف إلى القيام بدورها نحو التوسع الهائل في الطاقة المتجددة وزيادة القدرة العالمية ثلاث مرات إلى 11 تيراواط بحلول عام 2030، و تحسين كفاءة الطاقة باعتبارها أبسط وأسرع وسيلة لتقليل الانبعاثات .
دعا الجابرالجميع أن يكونوا صادقين للغاية بشأن ما سيتطلبه الأمر لتحويل القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة التي لا يمكن أن تعمل بالطاقة المتجددة وحدها، مع الإشارة إلى الحاجة إلى تطوير سلسلة قيمة الهيدروجين بأكملها.
و شدد الدكتور الجابر على ضرورة إزالة الكربون بشكل سريع وشامل من الطاقات التي نستخدمها اليوم ، قبل أن يكرر دعواته السابقة لصناعة النفط والغاز للقضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030 والمواءمة مع صافي الصفر بحلول عام 2050 أو قبله.
وعن خطة COP28 لإصلاح تمويل المناخ، تحدث الدكتور الجابر عن الحاجة إلى استعادة الثقة بين الأطراف وضرورة قيام البلدان المساهمة بالوفاء بتعهدها البالغ 100 مليار دولار هذا العام. ثم شدد على الحاجة إلى المضي إلى أبعد من ذلك بكثير وأشار إلى أنه إذا أردنا إطلاق العنان للتريليونات، فنحن بحاجة إلى إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لرأس المال الخاص .
ودعا الدكتور الجابر إلى إصلاح المؤسسات المالية الدولية التي عفا عليها الزمن ، وإلى الابتكار الذكي في النظام المالي وأسواق الكربون التي تعمل بشكل أفضل .
وأشار الدكتور الجابر إلى أن الهدف كان إنشاء نظام بيئي يكون فيه التمويل أكثر توفراً، ويسهل الوصول إليه، وبأسعار معقولة، بحيث تتدفق الأموال إلى حيث يجب أن تذهب ” إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها .”
وأشار الجابر إلى أن الناس في كل مكان يريدون نفس الأشياء المياه النظيفة، والهواء النظيف، والفرص الاقتصادية، والأمان في العاصفة ، ثم دعا البلدان إلى تضمين الاستثمارات الإيجابية للطبيعة في الاستراتيجيات الوطنية للمناخ وإلى نهج أكثر ذكاءً في كيفية نمونا واستهلاكنا للأغذية ، و أن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين سيكون أول مؤتمر أطراف يضع الصحة العالمية على جدول أعمال مؤتمر الأطراف.
وأوضح بأن مفتاح كل هذه التدابير سيكون التمويل ، ولذلك دعا البلدان إلى مضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتشغيل صندوق الخسائر والأضرار من خلال تعهدات مبكرة .
و دعا الدكتور الجابر الجميع إلى وضع خلافاتنا جانبًا والبدء في الشراكة من أجل التقدم ، وطلب من كل من يأتي إلى COP28 أن يأتي مع وضع النتائج في الاعتبار وخاصة أصحاب المصلحة الرئيسيين، مثل المفاوضين والقطاع الخاص وقادة العالم.
وشدد على أن هذا سيكون مؤتمر الأطراف الأكثر شمولاً حتى الآن، مع وجود خطط لتسهيل مشاركة جميع المجموعات، بما في ذلك القادة دون الوطنيين والشباب والشركات وفاعلي الخير والشعوب الأصلية وغيرهم.
واختتم الجابر كلمته بدعوة القادة إلى تحويل التعهدات إلى مشاريع والطموح إلى أفعال ، مضيفا العمل يبني الأمل والأمل يبني العمل، دعونا ننشئ حلقة ردود الفعل الإيجابية هذه، دعونا نتحلى بالشجاعة، دعونا نتحلى بالجرأة، دعونا نفعل ما هو صحيح ودعنا نفعل ما هو ضروري، دعونا نقوم بتنشيط استجابة عالمية حقيقية لـ المخزون العالمي، ودعونا نعود إلى المسار الصحيح .