اخبار مصراخبار العالمتنميه مستدامة
ريف … نموذجا للتنمية المستدامة
كتب: الصافى عبدالله
ريف هي مزرعة صغيرة على مساحة خمسة عشر فدان تقريبا حينما تدخل من الباب تجد استراحة صغيرة للجلوس واحتساء القهوه والشاي وتربيزة بلياردو صغيرة وفى الناحية المقابلة قاعة اجتماعات صغيرة، دور ارضي فقط والسقف عبارة عن قبو بالطوب الأحمر
بمجرد دخولك من باب المزرعة تشعر بروح الريف المصرى الأصيل، بالتجول في المزرعة تجد على الطرقات أشجار الزيتون تعانق النخيل وعنابر الأبقار والجاموس والأغنام وعنابر لتربية الدواجن والطيور ” البط والاوز والدجاج والسمان ” حضانات البيض والتفريخ، محطة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء وكذلك محطة لتوليد الكهرباء عن طريق الرياح وانتاج الكهرباء والغاز عن طريق مخلفات الحيوانات، وأيضا إنتاج الطاقة عن طريق اعادة تدوير مخلفات الصرف الصحي، وهناك أيضا محطات تحلية المياه الجوفية وتنقيتها من الملوحة لتصبح صالحة لإستخدام الادمي والزراعة، وهناك أحواض لتخزين المياه لإستغلالها وقت الحاجه وتوفير استهلاك الطاقة ويتم أيضا الإستفادة من هذه الأحواض في تربية الأسماك، في ريف تجد كل ما تحتاج اليه ولكن منتجات طبيعية 100%، فضلا عن صوب زراعية لإنتاج كافة أنواع المحاصيل من الخضروات”كوسة، خيار، طماطم، بطيخ، باذنجان ،…”
ريف هي عبارة عن مدينة حضارية متكاملة من المستقبل بنكهة الريف المصرى الأصيل، مساكن العمال عبارة عن دور واحد والسقف قبو من الطوب الأحمر، كل شي من حولك طبيعي.
هناك في مزرعة ريف وسط الطبيعة الساحرة كان لنا لقاء مع المهندس حاتم الرومي صاحب ريف الحلم الذي تحول الي حقيقة و رئيس لجنة الطاقة المتجددة بمجلس العلماء ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تريبل ام للمقاولات التي تعمل في مصر والأردن والسعودية، في مجالات ” الطاقة الشمسية _ طاقة الرياح _ البيوجاز _ تصنيع لمبات وكشافات الليد _ استصلاح الأراضي الصحراوية”.
قال المهندس حاتم الرومي مدير المزرعة أن المزرعة تهدف إلى خلق مجتمع بيئي نظيف متكامل متجانس مكتفي ذاتيا متطور من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة من خلال الحفاظ على البيئة واستغلال مصادرها للإنتاج.
وأشار الى أنه يتم إقامة مشاريع الطاقات المتجددة بإختلاف أنواعها حيث حرصت المزرعة على توافر أكبر عدد من أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة وقد نجحت بالفعل في توفير العديد منها ومازال العمل مستمر حتى تصبح نموذج حي ونظام متكامل متجانس يعمل بكفاءة ويمكن الإعتماد عليه.
وأكد الرومى انه يتم إنتاج الهيدروجين بأفضل وأنقى الطرق الممكنة للإنتاج عن طريق استخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لتوفير الطاقة اللازمة لعملية الإنتاج فيصبح منتج مصنع كليا من الموارد الطبيعية.
وأشار الرومى الى أن المزرعة تتضمن محطة لتحلية المياه وهى محطة لتحويل مياه الآبار المالحة إلى مياه عذبة صالحة للاستخدام الآدمي والإستخدام لري المحاصيل الزراعية، وكذلك محطة لإنتاج الطاقة الشمسية ومحطة بيوجاز لإنتاج الغاز من روث ومخلفات الحيوانات والتي يتم استخدامها في المرحلة الأخيرة للتسميد، كما أن المباني المقامة بالمزرعة مصممة بنظام العمارة البيئية وهي عبارة عن صخور وطوب احمر ولم نستخدم حديد التسليح اوالمنشآت الخرسانية.
وأكد الرومي أن المزرعة هي الحلم الذي تحقق، بمنتجات طبيعية 100% وبالإعتماد على الطاقات المتجددة لتوفير استهلاك الكهرباء وتقليل الإنبعاثات الكربونية المضرة بالبيئة، ويأمل أن ينشر فكرتها في كل أنحاء مصر والوطن العربي، وأوضح الرومي أن المزرعة تهدف إلى خلق مجتمع بيئي نظيف متكامل متجانس مكتفي ذاتيا متطور من أجل مستقبل الأجيال القادمة، وأنه حريص على نقل التطبيقات التكنولوجية العالمية المناسبة لبيئتنا من أجل تحقق فكرة هذه المزرعة، لتكون نموذجا على أرض الواقع لشكل المجتمع المستقبلي المتكافئ، المكتفي ذاتياً، والمتطور، كخير مثال على أن ما نحلم به ونطمح إليه في المستقبل ليس خيالا وإنما يمكن أن يصبح حقيقة وواقع نلمسه بين أيدينا، يقوم على أسس علمية متطورة للحافظ على البيئة وتقليل الإنبعاثات الكربونية التي تلوث البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وصرح الرومي بأن هناك تعاون مع بعض الجامعات ومركز البحوث حيث لا تخلو مزرعة ريف من الزيارات اليومية لطلبة الجامعات وطلبة الدراسات العليا والمتدربين للإستكشاف والدراسة ونقل الخبرات وتقديم الإستشارات الفنية للشباب، حيث اصبحت ريف مزرعة بحثية ونموذجا يحتذى به ليس في مصر فقط بل هناك زائرون من دول الخليج وإفريقيا وأوروبا.
وفى ذات السياق واصل الرومي بأن ابواب ريف مفتوحه للجميع وانه لن يبخل على احد بوقته وجهده وعلمه ومن اراد العمل في نفس المجال على استعداد لتدريبه والوقوف بجانبه حتى يبدأ مشوعه الخاص وينجح فيه حتى تعم جميع أنحاء مصر والوطن العربي، وأنه حريص على نقل التجربة والخبرة إلى المجتمع والشباب الواعد.
جدير بالذكر أن الطاقة المتجددة هي الطّاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي لا تنفذ وتتجدد باستمرار مثل الرياح والمياه والشمس المتوفرة في معظم دول العالم، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وابتكارات أخرى، وهي تختلف أساسا عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز الطبيعي، فلا تنشأ عن الطّاقة المتجددة عادة مخلّفات الوقود الأحفوري الضارّة للبيئة مثل تلك المؤدية لزيادة الاحتباس الحراري كثنائي أكسيد الكربون (CO2).
ومن مميزات الطاقة المتجددة أنها، لا تلوث البيئة، وتحافظ على الصحة العامة للكائنات الحية، اقتصادية في كثير من الاستخدامات، ضمان استمرار توافرها وتواجدها، تستخدم تقنيات غير معقدة، لا تنفذ وتتجدد بأستمرار، لا تساهم في الإنبعاثات الغازية الملوثة للبيئة، التقليل من الإنبعاثات الحرارية الناتجة عن توليد الطاقة.
يزداد مؤخراً ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة الّتي هي نوع من الأعمال التي تتدخّل في تحويل الطّاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والتّرويج لها، التي على الرغم من وجود الكثير من العوائق غير اللاتقنية الّتي تمنع انتشار الطّاقات المتجددة بشكل واسع مثل التكلفة العالية للإستثمارات وغيرها إلا أن معظم دول العالم تخطّط للإستثمار في الطّاقات المتجددة، وعملت على وضع السّياسات اللّازمة لتطوير وتشجيع الإستثمار في الطّاقات المتجددة.