تعليم سئ السمعة دراسة طب الأسنان بالشارع !
.
. بقلم الكاتب الصحفي الكبير وجيه الصقار
..لا أحد يتخيل أن تقام كلية وتقبل الطلاب دون وجود أساسيات إقامتها وهى بلا مبنى أو مدرجات أو أستاذ واحد ليعلم، أومعمل أو حتى كرسى يجلس عليه الطالب، فكيف تكون هذه دراسة طبية إلا أن تكون مسخرة واستخفاف بالتعليم، هى كلية طب الأسنان بجامعة حلوان الأهلية ، إنها مشروع فاشل وليس تعليم بل تجارة بمنطق (فلوس = شهادة) ليس مهما أن يتعلم الطالب الطب ثم تحدث الكوارث وتضيع الأرواح ..هل تتصور أن ذلك حدث مع طلاب هذه (الكلية الورقية) حتى الآن, عندما التحق الطلاب بها فى العام الماضى لم يجدوا أى شئ يدل على وجود الكلية وليس لها عنوان على مبنى يدل عليها، وفوجئ الطلاب بأن محاضراتهم تتم بكلية الهندسة الحكومية بحلوان، ولا علاقة للمبنى بأداء الدراسات الطبية، برغم دفع المصروفات والتى تبلغ 120ألف جنيه للطالب، ضمن سلسلة التعليم سئ السمعة، وطبعا لم يدرسوا أساسيات الطب عاما كاملا ،وانتظر الطلاب طوال العام الماضى إقامة مبنى الكلية الجديد، وعندما اكتمل قبلت الجامعة دفعة كلية طب بشرى وأقامتهم بالمبنى الجديد ووضعوا اسم الطب البشرى عليه، وتجاهلوا طلاب كلية طب الأسنان للعام الثانى، والذين أصبحوا مشردين بالشوارع فى استمرار دراستهم ما بين مبنى كلية الهندسة الحكومية، والمبنى الجديد بالطب البشرى، كل ذلك فى هدوء وبرود مع جمع ملايين الجنيهات من الطلاب دون تعليمهم شئ اسمه الطب، وضاع طلاب الأسنان مرة ثانية فى المحاضرات والدراسة وزادت حالة القلق. واكتشف أولياء الأمور أنهم تعرضوا للسرقة والغش، وأن الطالب عند الجامعة هو (جنيه ماشى على الأرض) وحتى بعد أن أقاموا “معمل تطبيقى” أخيرا، لا يوجد به مواصفات معمل، وهو حجرة فارغة فسيحة يطلقون فيها الطلاب، بلا أى إمكانات أو أجهزة أو حتى كراسى، والطالب يقف على رجله 6 ساعات متصلة بلا رحمة ، حتى ربما يغمى عليه، وزميله يحمل له المعدات والأجهزة فلا توجد حتى أرفف يضعوا أدواتهم عليها.. الطلاب دخلوا الجامعة فى العام الماضى متاخرين شهرا عن جميع كليات وجامعات مصر،واستمروا العام كله بالهندسة،فى ظل نقص هيئة التدريس، ماذنب الطلاب الذين أتوا لدراسة الطب ودفعوا مئات الآلاف من الجنيهات..أين المجلس الأعلى للجامعات الخاصة الغائب، كيف اعتمد هذه الكلية وهى مجرد وهم على الورق فقط، فاللعب فى مستوى طالب طب يساوى نهاية عمر المريض …هذه المهزلة لا يتقبلها حتى.. الخيال وهى ضمن برنامج تدمير الطب والتعليم والإنسان المصرى.