أمير أبورفاعي يكتب.. «فتنة صلاح التيجاني» بين التريند والواقع
أمير أبورفاعي يكتب.. «فتنة صلاح التيجاني» بين التريند والواقع
على مدار أيام مضت لا تتخطى أصابع اليد إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بمنشورات تتطاير كشظايا بارود ملتهب، بعدما أطلقت رصاصة من فوة بندقية التريند، لتتوالى الطلقات من أسلحة متعددة ومتنوعة، الأمر الذي اتسعت معه ساحات إطلاق النار لتتخطى مواقع التواصل الإجتماعي، لتتسع دائرة الإطلاق لتشمل صفحات الجرائد وشاشات القنوات الفضائية، طلقة التريند هذه المرة حملت إسم ” صلاح التيجاني”.
منشق عن طريقة صوفية، هكذا قالت الطريقة التيجانية في بيانها التي وصفت به صاحب التريند، الأمر الذي عبرت عنه أيضاً المشيخة العامة للطرق الصوفية بذات التوصيف، لكن الأمر لم يرعى انتباه من دخلوا إلى ساحة التريند، فالكل لا يعنيه إلا تحقيق الانتصارات بالمشاهدات وحصد اللايكات وكسب التعليقات، خاصة وأن طلقة التريند هذه المرة حملت بارود فضيحة جنسية، الكفيل بإضفاء الإثارة وزيادة الإشتعال.
بلاغات واتهامات لشخص واحد كانت كفيلة أن تطال طرق صوفية معتمدة ورسمية تحمل صفة المؤسسية لتضعها معه في قفص الاتهام وكأنها حرب – لتصرف غير مقبول قطعاً – غاشمة لا تبتغي غير التشويه، البعض خاض غمارها بلا وعي، بينما استغل البعض الآخر تصرف أحمق ليصوب أسلحته ضد من كشفوا حقيقة تطرفه ليتحد في الهدف مع من يشككون في الدين برمته، في ظل عقل جمعي سيطر عليه بشاعة فعل المنشق عن طريق الأخلاق والذوق والأدب.
صلاح التيجاني.. الإسم البعيد عن فعل الصلاح من واقع الاتهامات الموجهة له والتي هي في ذات الوقت بقليل من التروي وبتفعيل القاعدة القانونية ” المتهم برئ إلى أن تثبت إدانته ” تخطت حدود إسمه وعبرت ساحة مقامه في إمبابة لتشمل ساحات الطرق الصوفية ومنهجها المعروف والمتعارف عليه والمستقر لمئات الأعوام، لتفتح الأبواب أمام مسئولي الطرق الصوفية وعلى رأسهم المشيخة العامة حول مدى فاعليتهم وجاهزيتهم لمواجهة مدعي التصوف، وما يوجه إليهم من إنتقادات حول تعاطيهم مع ما يمارس من ظواهر تنسب إليهم، ولأن الوضع جد خطير ولا يحمل نذر خير هذه المرة، فإنه بات على المشيخة العامة للطرق الصوفية أن توضح للرأي العام آليات التعامل مع مثل ذلك أحداث وفق القانون الذي يحكم الطرق الصوفية ذاتها، واستخدام القانون الذي يكفل لها الحفاظ على كيانها وهويتها، وقطعاً تفعيل القانون على الطرق الصوفية وبين الطرق الصوفية ومع الطرق الصوفية أمر لا يضر أحد ولا يضار منه أحد، بل على العكس فهو الضامن لمواجهة أي تجاوز أو شطط ممن يدعي التصوف أو من يتجاوز تحت عباءة الصوفية.