قصة لها مغزى ومعنى
بقلم د/ إبتسام عمر عبدالرازق
جائتنى مكالمة تليفون أمس وبداية المكالمه “تصدقى حقيقى ربنا بيقتص من الظالم ولو بعد حين ” ونعم بالله , إيه ال حصل فاكره كمال زوج صديقتنا المرحومه “مى “ماله ؟ ماذا حدث ؟ حاول الإنتحار من فوق منزله ووقع ولم يمت ولكن ————– ياريته كان مات هيعيش شبه ميت ومحطم جسدياً
مش هوه كان تزوج مره وإثنين علشان يخلف ويجيب الحفيد ويفرح أبوه وأمه ؛ أه وعنده بنت صغيرة من الزوجة الثالثة
نرجع فلاش باك حوالى 12 سنه جاء كمال ليخطب مى وتم الزواج وبعد فترة لم يحدث إنجاب وقام كل من الزوجين بعمل التحاليل والاشغه اللازمه وتبين سلامة كل منهما ولا يوجد موانع لديهما للإنجاب الدكتور قال لهم ده رزق ولم يحن موعده, وخرج كمال ومى وتعايشا مع الموقف وقبلا بالأمر الواقع ولكن———–؟
الاب والأم لم يقبلا ومارسا ضغوطهما على الابن (كمال) عاوزين نفرح و عاوزين أولاد مين هايورث الثروة دى كلها وووو————
وسمع كمال كلام الاب والام ولكنه لم يواجه مى بل مارس ضغوطه عليها وهى تحملت فلم يجد وسيله غير الغدر بها وتظاهر بأنه يحبها ومتمسك بها وفى يوم ذهبت مى لزيارة أهلها وكانت فى إنتظاره لكى يرجعوا إلى منزل الزوجيه ولكنه إتصل بها وقالها ماترجعيش وإنت طالق أنا عاوز أخلف ويبقى عندى أولاد ولم تحتمل صديقتنا الصدمه وماتت من الغدر وقلة الأصل أزمه قلبيه من الصدمه وماتت .
وهوه بعدها تزوج مره أخرى ولم ينجب وإنفصل عن زوجته الثانيه لنفس السبب , ثم تزوج للمره الثالثه وبعد فترة من العلاج والسعى للإنجاب أنجب بنت وبسبب تدخل الأبوين فى حياته تركت الزوجه الثالثه المنزل وطلبت الطلاق وكرهت الحياه معه , لم يحتمل كمال الصدمه وإكتئب وحاول الإنتحار وتقريبا عايش شبه ميت
المغزى من هذه القصه أن كل شئ بقدر وكل شئ بموعد ونرى الاريع حالات التى يمر بها الظالم قبل أن يحاسب .
الإملاء أو الإمهال فقد جاء في قوله تعالى: «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ»، أى أن الله يُمهلُ الظالم لعله يرجع عن ظلمه ويتوب عنه، موضحة أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه فكيف العبد الفقير؟! ، مستدلة بقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا»، وجعل الظلم محرماً على نفسه تعالى وعلى عباده؛ حتى لا ينتشر الفسادُ وتعمُّ الشرور الأرض وهذا ما خدث لكمال امهله ربنا سنين كثيرة لكى يتوب ويستغفر لكنه لم يتعظ
الاستدراج «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ» وليس الاستدراج أن تضيق الدنيا على الظالم، ولكن قد يفتحُ الله للظالم أبواباً ويُعطيه من ملذَّات الدنيا وأكثر مما يستحقُّ وفوق ما يتصوَّر فقد تزوج مره وإثنين —-
التزيين «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ»، وفي هذه المرحلة يموت قلب الظالم ويرى كل قبيحٍ يفعله جميلاً، لا يعود لديه إحساسٌ بالذنب، وموتُ قلبه لا يجعل فيه حياةً ليلومه على أفعاله بعد ذلك فزواجه فى المره الثانية لم ينجب فزين له الشيطان قبح عمله وتزوج الثالثة بغرض الإنجاب ولكن ——
الأخذ الشديد: «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» وفي هذه المرحلة تنزل عقوبة الله على الظالم، وكما هو وارد في هذه الآية الكريمة؛ تكون العقوبة أليمةً وشديدةً؛ حتى يعرف الظالم شرَّ ما اقترفت يداه وتأتى النهاية وينجب ولكن تكرهه زوجته وتتركه بنفس الأسلوب ال ظلم به صديقتنا (مى)
ربنا يرحمها ويغفر لها وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم