اعيدوا الوحدة بين مصر والسودان
وطن النجوم
بقلم الصحفى السودانى الكبير / علي سلطان
لكي نرسم ونخطط آفاق مستقبل جديد لسوداننا المثخن بحراج الحرب الذي تنهشه وتفتك به الأمراض والأسقام كأنه يشكو من مرض خبيث عضال، لابد من عصف ذهني حقيقس وتفكير استراتيجي جبار.. نعالج به أسقام الوطن وعلله وجروحه ودمامله حتى ينطلق بين الدول والأمم سليما معافي..!
أدعو بصدق و وضوح الى وحدة شاملة بين البلدين الشقيقين مصر والسودان، حتى نتجاوز كثيرا ما يحيق بنا من تردٍ في كل المجالات بل وحتى نحافظ على السودان الحالي دون تقسيم وتفتيت، بل وقبل أن نفقد السودان كله..!
قبل يناير 1956 اي قبل استقلال السودان كانت مصر والسودان بلدا واحدا تحت رعاية واستعمار بريطاني كالح الوجه.. ثم جاءت ثورة يوليو1952 بقيادة الضباط المصريين الاحرار لتستجيب لشعب السودان بالانفصال عن مصر ويصبح السودان بلدا مستقلا.. في عام 2011 وفي عهد حكم الإنقاذ انفصل جنوب السودان عن شماله.. وأصبحت هناك دولة جديدة معترف بها بين دول العالم.
قبل عام 1956كانت حدود مصر والسودان تمتد من الإسكندرية حتى نمولي في الجنوب.. وبعد استقلال السودان أصبحت مصر ضمن حدودها الجغرافية الحالية، وأصبح السودان بلد المليون ميل مربع ليكون اكبر بلدان افريقيا والوطن العربي مساحة.. وبعد انفصال الجنوب أصبح السودان ثاني دول الوطن العربي مساحة بعد الجزائر.
مصر الشقيقة دولة رائدة عربيا وأفريقيا تستند الى حضارة عريقة تليدة والى نظام تعليمي حديث متطور و تاريخ ثقافي قديم متجدد.. مصر دولة حصارة وحاضر ومستقبل.. وشعبها شعب عظيم متميز بين شعوب العالم.. ودولة مصر رغم كل الصعوبات التي تواجهها اقتصاديا وكذلك الحرب الخفية ضدها للقضاء على شعبها القوي وتفتيتها وتحويلها الى دويلات، فهي قادرة على النصر في معاركها التي تخوضها في كل المجالات عسكريا واقتصاديا واجتماعيا.. حفاظا على هذا البلد العربي القوي الذي في قوته قوة للعرب والاسلام وأفريقيا.
مصر دولة متطورة عمرانيا.. وأثبت المهندس المصري والمقاول المصري جدارته في بناء مصر منذ عهد الفراعنة حتى اليوم.
العلاقات بين مصر والسودان علاقة لا ينفصم عراها ولا تتقطع وشائجها لأنها في المقام الأول علاقات شعب واحد في بلدين وعلاقات نيل خالد سليل الفراديس يواصل رحلته منذ آلاف السنين من الجنوب الى الشمال يحمل الخير والنماء والحياة الى البلدين الشقيقين.
علاقات النسب والمصاهرة بين البلدين واضحة بينة لكل متابع.. العلاقات التجارية لم تنقطع منذ أكثر من سبع آلاف سنة.
في تاريخ مصر والسودان الكثير المثير من علاقات الشعب الواحد على امتداد تلك الرقعة الجغرافية الواسعة المهمة عالميا.. والتي يسيل لها لعاب الأعداء والاصدقاء.. وظلت مصر طوال تاريخها القديم والمعاصر تتعرض للحروب الغزوات من الإمبراطوريات القديمة والحديثة حتى الحرب العالمية الثانية.
ماتزال الدول العظمى تسعي جاهدة للظفر بمصر.. المخالب الآن ناعمة والحرب خفية ومستترة.. وعلى مصر أن تطمئن أن جنوبها وظهرها محمي ولا يُشكل لها مصدر قلق.. وعلى السودان أن يكون مطمئنا أن مصر تقف معه.. وتدافع عن حدوده وسيادته… وهذا ما كنا نحتاجه واضحا لا لبس ولا غموض فيه.
دول أوروبا الغربية وبعد حروب عالمية طاحنة ادت الى قتل الملايين في أوروبا وحول العالم.. عادت لتتحد من جديد رغم اختلاف اللغات والحدود والثأرات القديمة.. وهي الآن يجمعها إتحاد واحد وحلف واحد.
ونحن عربيا وافريقيا نبتعد وننأى عن التعاون والاتحاد في كل يوم جديد.. مما جعلنا لقمة سائغة لكل غاصب ومغامر..!
في عهد حكم الرؤساء جمال عبدالناصر وجعفر نميري ومعمر القذافي رحمهم الله كان هناك اتجاه قوي بين السودان ومصر ولبيبا فيما عرف بالمثلث الذهبي. كانت تلك الفكرة والاتجاه نحو تنفيذها فكرة لا تحتمل للدول الغربية وبعض دول المعسكر الشرقي رغم لافتة الاشتراكية التي كانت ترفعها هذه الدول الثلاث.. لم ير هذا الحلم العظيم المثلث الذهبي النور.. ولن ير النور قريبا.. الذين دعوا له وعملوا من أجله حوربوا بلا هوادة ولا رحمة.. وقيل لهم هيهات إن تتحدوا.. أتريدون أن تشكلوا أقوى مثلث في العالم.. هيهات..!!؟
لن يسعد ولن يهنأ أعداء مصر والسودان وهم الأعداء انفسهم لكلا البلدين، اذا اتحد البلدان مجددا.. ولن يسمحوا بذلك.. لأن في وحدة البلدين هزيمة لمخططاتهم التي تهدف أولا وأخيرا الى إضعاف مصر والسودان.. واذا ما تم تقسيم السودان فعلي مصر أن تدرك أن الدائرة ستدور عليها!! وهم يسعون بدأب وصبر لكي ينتقموا من مصر وشعبها عاجلا أو آجلا.
الحل في وحدة البلدين مصر والسودان.. وإذا انضمت ليبيا الى هذه الوحدة.. واعدنا مقترح المثلث الذهبي فسيكون لنا شأن عظيم بين دول العالم.
يجب أن ننتبه لمصالح بلدينا.. وأن نبتعد عن العواطف وما يُثار في السوشيال للميديا من خطاب كراهية بغيض وراءه أعداء الشعبين.
سيكون لمصر و أبنائها من مهندسين وفنيين وعمال مهرة وشركات مقاولات ضخمة دور مقدر في إعادة إعمار السودان.. وسيكون أبناء مصر في السودان أضعاف عدد السودانيين الآن في مصر..وعلى شعبي البلدين التفكير الجاد في المنافع التي ستتحق لبلدينا وشعبنا، وإعمال العقل في المضي قدما نحو تكامل حقيقي و وحدة شاملة.