د.الهام خلف الله يوسف: استحداث درجة واعظة بوزارة الأوقاف من أعظم القرارات التي تم اتخاذها
أمير أبورفاعي
د.الهام خلف الله يوسف، مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، واعظة معتمدة -متطوعة-بوزارة الأوقاف المصرية. أوقاف سوهاج، يعتبر قرار استحداث درجة واعظة بوزارة الأوقاف المصرية من أعظم القرارات التي تم اتخاذها في تاريخ الوزارة العريق، وذلك لأن دور الواعظات في بناء الوعي المجتمعي، لا يقل أهمية إن لم يزيد عن دور المدرس في بناء فكر النشأ من الدارسين والدارسات، ولا عن دور إمام المسجد في تصحيح الأفكار المغلوطة لدى جمهور المسجد من المرتادين له، ولا يقل أهمية عن دور الواعظ والداعية في تصحيح الأفكار المغلوطة والمنحرفة لدى جمهور المسلمين،
مضيفة، أن هذا يرجع لعدة أسباب، أهمها أن الفئة المستهدفة من خطاب الواعظة إما المرأة والتي هي كل المجتمع كما قرر أهل العلم لأنها نصفه بالأصالة وهي تلد وتربي وترعى النصف الآخر، وأما الأطفال والذين هم شباب وفتيات المستقبل، أي أن خطابها وفكرها الواعي موجه إلى مجتمع بأسره، ولأن طبيعة الخطاب نفسه عبارة عن علم وفكر إما متمثلا في حفظ كتاب الله أو تدريس سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو فرع من فروع العلم المتصل بالوحيين الشريفين من كتاب أو سنة، وإما بناء وعي بخصوص ما يستجد من القضايا المعاصرة وموقع هذه القضية أو تلك المسألة أو الحادثة من منظومة الفكر الإسلامي.
وأردفت، أن تلك الواعظة والتي تبنت وزارة الأوقاف إعدادها إعدادا جيداً، تم اختيارها وفق أسس ومعايير في غاية الدقة والعناية، ثم ثمنت الوزارة ذلك الاختيار بما اولته لتلك الواعظة من عناية بادراجها في الدورات التدريبيه المختلفة التي تصقل مهاراتها في بناء ذلك الوعي، ومن تلك الدورات على سبيل المثال لا الحصر، دورة الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية ، ودورات في قضايا الأسرة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ودورات الصحة النفسية والانجابية بالتعاون مع وزارتي الصحة والسكان، ودورات الحاسب الآلي..وغيرها الكثير والكثير.
ثم ازداد هذا القرار تثمينا وثراءا بما أعقبه من قرار ادراج درجة(واعظة متطوعة) والذي ضم نخبة من عضوات هيئة التدريس بجامعة الأزهر ، والذي بدأ اتخاذه وتفعيله منذ أكثر من عامين أو يزيد قليلاً، وقد تشرفت بالانضمام إلى تلك القافلة الحافلة بكل الخير والنماء وقد تتويج هذا الجهد المبذول على مدار عدة سنوات ،على يد فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري.وزير الأوقاف المصرية -رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – باختيار عنوان مؤتمر(دور المرأة في بناء الوعي)الخامس والثلاثين، وتخصيصه بالواعظات تحديداً، ليكون هذا لنا -كواعظات أولا ،ثم سيدات ثانيا- بمثابة إشارة البدء في رحلة متجددة من العطاء وخدمة المجتمع نحو بناء مجتمع أفضل وأكثر وعيا واستيعابا لقضاياه مستعدا لمواجهة تحدياته المعاصرة والمستقبلية ايا كانت صعوبتها.