د/ إبتسام عمر تكتب ..هل حواء هى من أخرجت أدم من الجنة؟
د/ إبتسام عمر تكتب ..هل حواء هى من أخرجت أدم من الجنة؟
أهمية دور المرأة فى عملية بناء الوعى، كركيزة أساسية فى مختلف النواحى، باعتبارها صانعة الرجال، من خلال تصحيح المفاهيم للأبناء والنشء، موضحين أن هذا الدور هو بمثابة درع واقية ضد المؤثرات السلبية الخارجية ذات التأثير المباشر والقوى فى تكوين شخصية النشء، مثمنين دورها الكبير فى بث القيم الأخلاقية والدينية فيهم.
بعد أن خلق الله -تبارك وتعالى- آدم وحواء وأسكنهما الجنة، أخبرهما بإمكانية بالتمتع بنعيم الجنة كاملاً ما عدا شجرة واحدة يحرم عليهما الاقتراب منها، قال تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) ,إستخدم إبليس أسلوباً آخر لدفع آدم إلى الأكل من الشجرة المحرمة وإخراجه من الجنة، وقد كان هذا الأسلوب يتضمن تزييفاً للحقائق؛ إذ إن إبليس قام بإقناع آدم وحواء بأن الشجرة المحرمة ليست شجرة عادية، بل إنها شجرة مميزة والأكل منها كفيل بمنحهما الخلد الأبدي، بالإضافة إلى تحويلهما إلى ملكين، وأن ذلك سبب تحريم الشجرة عليهما. وقد جاء هذا الأسلوب في الإغواء في قوله تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
وسوسة الشيطان كانت لآدم كما في قوله تعالى «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى» ثم كانت الخطيئة والمخالفة منهما معًا «فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ» سورة طه، وعليه فمن الظلم إلصاق تهمة الغواية بالمرأة واعتبارها مصدر الشرور جميعها، في حين أنّ المرأة أحد جنسين من البشر منهم الصالح والطالح».