كلمة نائبة الأمين العام في حفل افتتاح المؤتمر الكشفي العالمي الـ 43 بجمهورية مصر العربية
الصافى عبدالله
خلال زيارتها لمصر، شاركت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والأربعين حيث سلطت الضوء على توافق القيم بين المنظمة الأممية والحركة الكشفية.
وشددت أمينة محمد على الحاجة للمشاركة ذات المغزى من المنظمات الشبابية، مثل الكشافة، في صنع القرار لتعزيز مستقبل أكثر عدالة وسلاما واستدامة.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمتها:-معالي السيد مصطفى مدبولي، رئيس وزراء جمهورية مصر العربية، صديقي العزيز أحمد الهنداوي، أصحاب المعالي، الضيوف المميزين، من دواعي سعادتي البالغة أن أخاطب المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والأربعين.
شكرا لمعاليكم، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ولفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والإتحاد المصري للكشافة والمنظمة العالمية للحركة الكشفية على دعوتي، وشكرا لجميع القادة الشباب وشبكات ومنظمات الشباب الحاضرين هنا اليوم.
دعوني أنتهز اللحظة للإحتفاء بالمنظمة العالمية للحركات الكشفية – إحدى أهم الحركات الشبابية في العالم.
إنكم تضعون تمكين وإشراك الشباب أولا، كما أنكم تربطون المبادرات المحلية بالتضامن العالمي.
كذلك تعملون بجد في مجتمعاتكم من أجل أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة – وأود أن أشكركم على ذلك.
نحن في الأمم المتحدة بحاجة إلى أصواتكم ومساهماتكم – لأن عالمنا يواجه تحديات جسام، فالصراعات الجديدة والمستمرة، والتوترات الجيوسياسية الناشئة، وتنامي أوجه عدم المساواة، والإستقطاب والإنقسام تعترضنا جميعا.
وينبغي لإستجابتنا أن تكون مستندة دائما إلى بناء الأمل في الحاضر والإستثمار في مستقبل أفضل، ولأن الشباب هم من سيقود ذلك المستقبل، فإن المؤتمر الكشفي العالمي مهم أكثر من أي وقت مضى.
الأصدقاء الأعزاء، إن الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للحركات الكشفية هما منظمتان تستندان كلاهما على القيم، ولهذا فشراكتنا بالغة القوة، إننا لا نغير آرائنا تبعا للتيار السائد، وإنما نمتلك شجاعة قناعاتنا، لأن قراراتنا مبنية على قيمنا، وتلكم القيم لا تبلى أبدا.
إن الجدارة بالثقة والإخلاص والتعاون والشجاعة هي في صميم حركة الكشافة، وكذلك فالجدارة بالثقة والإخلاص والشجاعة هي في صميم رؤية الأمم المتحدة.
لنتحدث عن كل على حدة:
إن تعددية الأطراف الحقة تعني بناء الثقة بين الشعوب والدول، إنها تتعلق بالإخلاص لبعضنا البعض ولمهمتنا المشتركة لبناء عالم أفضل، وهي تتعلق بالتعاون لإيجاد حلول مشتركة للمشكلات العالمية.
وأما عن الشجاعة – فعشرات الآلاف من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة والعاملين بمجال المساعدة الإنسانية يُخاطرون بأرواحهم الآن في شتى أنحاء العالم، والحق أن السنة الماضية قد شهدت أعلى عدد من موظفي الأمم المتحدة الذين تعرضوا للقتل منذ تأسيس منظمتنا، وقد كانت الغالبية العظمى منهم من النساء والرجال في غزة يعملون لصالح الأونروا، وكالتنا لإغاثة ودعم اللاجئين الفلسطينيين، أعرف كشافة فلسطينيين كانوا يعملون عن كثب مع الأونروا، على رغم المخاطر المروعة، لتقديم المساعدة والأمل للأطفال والأسر النازحة في غزة.
قلوبنا مع كل من تأثر بهذا الصراع المُروع، إننا بحاجة إلى وقف عاجل لإطلاق النار، وللإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ولزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية.
أشكر المنظمة العالمية للحركة الكشفية على رفع أصواتكم من أجل السلام، ووقوفكم بجانب عائلتكم الكشفية الفلسطينية والإسرائيلية.
أصدقائي الأعزاء، لقد شهد العامان الماضيان ما أسميه “زلزال الشباب” في الأمم المتحدة.
لقد ألقينا نظرة فاحصة طويلة على أنفسنا وعلى العالم. وقد توصلنا إلى بعض الإستنتاجات.
غالبًا ما يبدو أن صانعي القرار العالميين يتشابهون، هل لاحظتم ذلك؟ مجموعة السبع، مجموعة العشرين، الإتحاد الأفريقي، وكذلك مجلس الأمن الدولي، الأشخاص الذين يتخذون القرارات هم عادةً رجال في منتصف العمر يرتدون البدلات وربطات العنق، مع بعض الاستثناءات، مثلي أنا.
لكن تلك القرارات تؤثر علينا جميعًا، لذا، قمنا بإطلاق تجربة لتحديث هذه العمليات العالمية، وأحد أهم التغييرات هو جعل عملية صنع القرار أوسع وأكثر شمولًا، خاصة بالنسبة للشباب والنساء.
التفاصيل لا تزال قيد التفاوض قبيل قمة المستقبل التي ستعقد في نيويورك الشهر المقبل، في سبتمبر في الأمم المتحدة، ستتفق الدول من جميع أنحاء العالم على ميثاق للمستقبل والذي، من بين أمور أخرى، يركز على ضرورة أن يُعترف بالشباب، بكل تنوعهم، كشركاء متساويين في صنع القرار، لأن الشباب سيتأثرون بشكل أكبر بالعديد من القرارات الحالية – بشأن المناخ، والذكاء الاصطناعي، والإستثمارات في أهداف التنمية المستدامة، لكن الشباب نادرًا ما يكونون حاضرين عندما تُتخذ تلك القرارات، نحن نحاول تغيير ذلك.
يهدف الـ “ميثاق من أجل المستقبل” إلى جعل المشاركة الفعّالة للشباب هي القاعدة، وليس الأستثناء، في كل مكان، العمل معًا وإيجاد حلول مشتركة يتطلب جهد الجميع، يجلب الشباب وجهات نظر جديدة وحلولًا مبتكرة، ولكنهم أيضًا بحاجة إلى إرشادات وتجارب الأجيال الأكبر، فقط من خلال تعزيز الحوار بين الأجيال يمكننا خلق حلول تعكس الإحتياجات المتنوعة لمجتمعاتنا وتشكيل مستقبل شامل وعادل للجميع.
ولتأكيد جديتنا، قمنا بالفعل بتطبيق هذا في منظمتنا، لدينا مكتب شباب تم تمكينه حديثًا، برئاسة مساعد الأمين العام، فيليبي بولييه من الأوروغواي، الذي يعمل على إيصال أصوات الشباب في كل غرفة اتخاذ قرار في الأمم المتحدة، نعمل على تهيئة بيئة نتعلم فيها من بعضنا البعض، ونتبادل الآراء، ونتوصل إلى أرضية مشتركة عبر الأجيال والجنسيات والمعتقدات.
لقد فشل اليوم نموذج القيادة الواحد الذي يناسب الجميع، نحتاج إلى نموذج جديد يشمل الجميع، وخاصة أولئك الذين تم تهميشهم حتى الآن – الشباب، النساء والفتيات، الأشخاص ذوي الإعاقة، والأقليات بجميع أنواعها.
أصدقائي الأعزاء، لا أشك في أن للمنظمة العالمية للحركة الكشفية مكانة مهمة في النظام متعدد الأطراف، أحثكم على الإستمرار في رفع أصواتكم وتقديم خبراتكم وإبداعكم – بما في ذلك خلال هذه المؤتمر.
من خلال تبادل تجاربكم المتنوعة، يمكنكم المساهمة في صياغة مقترحات حساسة ثقافيًا لبناء مستقبل أكثر إيجابية وتفاؤلًا للجميع.
شكرًا لكم، وأتمنى لكم كل النجاح في مناقشاتكم وورش عملكم خلال الأيام القادمة.
كما شاركت المسؤولة الأممية في ندوة عبر الأجيال، شددت خلالها على أهمية المزج بين الأفكار المبتكرة للشباب وحكمة وتجربة الجيل الأكبر عمرا، من أجل تطوير حلول أكثر شمولا للتحديات.
وعلى هامش زيارتها، عقدت نائبة أمين عام الأمم المتحدة اجتماعات ثنائية مع المسؤولين بمن فيهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبحث فرص التعاون لمعالجة التحديات المعقدة التي تواجه المنطقة وخاصة القضايا الإجتماعية والإقتصادية والصراعات الجارية.
وشددت أمينة محمد على الحاجة للمضي قدما على مسار ميثاق طموح من أجل المستقبل.
كما التقت المسؤولة الأممية الدكتور أمجد برهم وزير التعليم بالسلطة الفلسطينية لبحث إمكانيات عودة الأطفال إلى التعليم في غزة والضفة الغربية واللاجئين الموجودين في مصر.
وقابلت أمينة محمد كذلك فريق الأمم المتحدة القُطري في مصر والمدراء الإقليميين.
وزارت المسؤولة الأممية مناطق في دلتا النيل والساحل الشمالي لتتفقد مشروعا أمميا يركز على حماية السواحل والحد من الفيضانات.