في حب مصر
*وطن النجوم
بقلم الصحفى السودانى الكبير / علي سلطان
المصريون ليس شعبا خاملا ولا عاطلا ولا كسولا، ولكنه شعب يمور ويفور بالحيوية والقوة وحب الحياة والتغلب على المصاعب وقسوة الحياة بالفعل والاجتهاد والصناعة والزراعة والابتكار، ويضيف الى ذلك كلمة طيبة وقفشة لطيفة وضحكة صافية رغم كل الأزمات حتى الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن، ولكنها لن تفت عضد المصريين ولن تهزمهم، بل سيتجاوزونها كما تجاوزوا آلاف المشاكل والمصاعبَ على مر التاريخ.
مصرٌ بلد عظيم يستند الى حضارة عمرها 7 آلاف سنة وزيادة.. تعاقب على أرض مصر الطيبة المباركة الإمبراطوريات والملوك منذ عهود الفرس والرومان
و العثمانيين والانجليز والفرنسيين وغيرهم..!! كل تلك الامبراطورياتَ لم يُعد لها وجودٌ الآن، ولكن بقيت مصر بنيلها واهراماتها وفسطاطها وازهرها و بركاته وبركاتَ شعبها التقي المؤمن الذي يبدأ صباح
يومه بالقرآن العظيم يُشنف الآذان في كل زاوية وقهوة ومتجر وبالصلاة على النبي التي ترددها الشفاه في لحظة وآن..
هذا الشعب الذكي الذي لا يرضى الظلم ولا الطغيان.. هذا الذي انطلق ذات يوم قبل عقود وهو يردد في عفوية وتلقائية:
“قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لحسن غزال البر صابح ماشي”..!!
أولئك الذين حاربوا كل غازٍ ومعتدٍ أثيم على مر القرون منذ الألفية الأولى من عمر البشرية ..!
أسالوا الشمس التي تشرق كل يوم على أرض مصر ونيلها واهراماتها منذ عهد سحيق عن ماجرى على أرض مصر الطاهرة.. ستقول لكم ماخبأته الأيام عن تاريخ مصر..!!
ولكن ستقول لكم أيضا أن فلاح مصر لم يهجر أرضه ولم يترك فأسه ومنجله..!! وأن الجندي المصري مازال على ثغور بلاده حاميا.. وأن المعلم لم يُبارح مدرسته والممرض و الممرضة في عيادته ومستشفاه.. والمهندس والعامل والتاجر والمزارع والطالب والطالبه، ونساء مصر،كلٌ في موقعه أيا كان موقعه..!
شعبُ مصر لن يُهزم لأنه شعبٌ لا يعرف الهزيمة..!
شعب يُدرك معنى الحياة وقيمة العمل والكسب.. والاعتماد على الذات.. فلن يُفرط في مكتسباته شعب لن يُفرط في مستقبل أجياله
ولا في بلده..
التحيةُ لمصر وشعبها الصابر المرابط الجدير بالحياة وبالمحبة.