نفيسة زكريا تكتب.. عام هجري جديد
الخبيرة التربوية نفيسة زكريا تكتب.. عام هجري جديد
اللهم نحمدك أن مننت علينا بالحبيب المصطفى نورا للورى وخاتما الانبياء و المرسلين صلى الله عليه وسلم، لقد حبوتنا دون الأمم الماضية بنبي الرحمة و أمين الوحي و مفيض الخير و البركة جاهد صلى الله عليه وسلم في سبيل الدين الخاتم فلقد هاجر إلى بلاد الغربة و محل النأى عن موطنه مكة المكرمة و هي أحب البلاد إلى نفسه و لما نمى إليه صلى الله عليه وسلم و أعلمه ربه لما يخطط له مشركي القبائل الذين اختاروا من كل قبيلة رجلاً و شحذو سيوفهم ليقتلوا صلى الله عليه وسلم في فراشه فيتفرق دمه بين القبائل و لكن الله أخلف ما تمنوه و نام سيدنا علي ابن أبي طالب مكانه و كان مازال صغير السن فأبدى شجاعة ضربت بها الأمثال و سبحان الله خرج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم و هم يقفون صفين كالأصنام على باب بيته و لكن الله اغشى عيونهم و قال الله عز وجل فأغشيناهم فهم لا يبصرون و فوجيء أعداء الله بأن سيدنا علي هو الذي ينام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم فحين كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو و سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه قد أعدو العدة للهجرة إلى المدينة المنورة و هي رحلة شاقة جدا و حرارة الشمس حارقة و لكن قوة الإيمان و اليقين بالله كانت اقوي لمواصلة المسيرة و لما استشعرا أنهما متبعان لجٱ إلى غار حراء و نسجت العنكبوت بيتها على بابه و نام الحمام على بيضه في اعشاشه فانصرفوا و قالوا إنه مهجور فهم يمكرون و لكن الله خير الماكرين و خللت المدينة المنورة بوصول خير خلق الله إليها و أقام في بيت ناخت الناقة أمامه.
و بدأت رحلة تأسيس الدولة الإسلامية على أسس صحيحة منها أركان الإسلام الخمسة و عدالة الحكم و المساواه بين الناس (لافضل لعربي عل عجمي إلا بالتقوى) وكانت الدولة كاملة الأركان و قسمت إلى إدارات منها العام و الخاص فمثلا إدارة لجمع الزكاه و حفظ أموال المسلمين و إدارة تحكم بين الناس و هي القضاء العادل و إدارة لتعليم المسلمين دينهم و ما يصلح دنياهم و آخرتهم ،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بالإضافة إلى تكوين جماعة مخابراتية لاستطلاع اخبار المشركين أولا بأول و تحليل هذه المعلومات و التخطيط المتزن لإدارة الثروات الزراعة و المائية و تنميتها كذلك تدريب المقاتلين على القتال وفنون الحرب و الفروسية و تكوين جيش من المسلمين سلاحه الاول اليقين و الثاني الخبرة القتالية و حب الله و رسوله و كانت تسند الكثير من الأعمال الهامة لشباب المؤمنين الذين يتميزون بقدرات خاصة تجعلهم قادرين على القيام بأعمال هامه و عظيمة وكانت هناك فئة من المنافقين يظهرون ما يخفون في قلوبهم من الحقد و الغل على رسول الله و لكن الله كشف لرسوله عنهم و تم التخلص منهم و من نفاقهم وكذلك تم توقيع عهود بين المسلمين و بين اليهود بالمدينة و لكنهم نقدو العهد و الميثاق كعهدهم دائما و قال الشاعر :و احذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب، و قيل أيضا
فدع الكذوبة …
ولا يكن لك صاحبا
إن الكذوب….
يشين حرا يصحبه
حقا إنك يا سيدي يا رسول الله نعمتا مهداه و قمرا أشرق على الوجود فبدد الظلم و الظلام و أحيى البشرية بجميل الصفات و العبادات قال الله تعالى:إن الدين عند الله الإسلام،و القرآن و السنة هما نجاة الأمة فلنتمسك بهما إلى يوم الدين (فالله خير حافظا و هو أرحم الراحمين)، و أحب أن اختم كلماتي ببيت شعر في البردة المحمدية و هو الأقرب إلى قلبي:
و مبلغ العلم أنه بشر….
و أنه خير خلق الله كلهم.