كتب: الصافى عبدالله
منذ ان اطلق الرئيس السيسي مبادرته الرئاسية في عام 2022 والتي تهدف الى زراعة مائة مليون شجرة ما زال العمل قائم بكل جهد وكسب في مختلف محافظات مصر ويتم ذلك بشكل تشاركي محسوس تتكاتف فيه الجهات المعنية، والمجتمع المدني ليس ببعيد عن هذا المسار البيئي وقد حققت المبادرة منذ انطلاقها وحتى الآن زراعة ما يقرب من 9 مليون شجرة.
وتعتبر جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة واحدة من الجمعيات التي تعمل مع كل الوزارات المعنية وبقوة مع وزارة البيئة وكذلك وزارة التضامن الإجتماعي ووزارة الشباب، وقد لمسنا من وزارة البيئة انها لا تتوانى أو تتاخر للحظة واحدة عن دعم الجمعيات الأهلية العاملة في مجال البيئة والتنمية المستدامة وتشاركها في العديد من المبادرات والمشروعات والأنشطة البيئية المتنوعة، والتي من اهمها هذه المبادرة الرئاسية.
ومن المخطط ان تقوم الجمعية ومن خلال شركاءها من الجمعيات الأهلية في المحافظات المصرية وبرعاية وزارات البيئة والتضامن والشباب بزراعة ما يقرب من 25000 الف شجرة مقدمة بالكامل من وزارة البيئة كمرحلة استكمالية تبدأ من شهر يوليو القادم وتنتهي في نهاية ديسمبر 2024.
وتأتي سعادتنا بهذه المبادرة وهذه الرعاية من جانب معالي وزيرة البيئة ودعم وزارتي التضامن والشباب لمعرفتنا وإقتناعنا بأهميتها الحاسمة والضرورية خاصة في ظل ما نعانيه من مظاهر التطرف المناخي وإيماننا العميق بأهمية عمليات التشجير وضرورية تنوعها وفقاً للإحتياجات الديموجرافية لكل محافظة ومتطلباتها الأيكولوجية حتى تكون مساهمة في تقليل الملوثات والتخفيف من درجة الحرارة.
وبكل تأكيد نتألم مثلما يتألم الجميع ونزداد ألماً بطبيعة الحال لتاريخ عملنا الطويل في هذا المجال ولحبنا الشديد للبيئة وللإخضرار المستدام والذي نسعى له طوال حياتنا عندما نرى حالات قطع الأشجار. هذا المشهد الذي لايمكن ان ننكره ولا يمكن ان نخفف من حدة ألمنا ونسنتكره دائماً علناً وسراً خاصة اذا كان هذا يحدث بدون اي داعي او مفسدة من مجموعات غير واعية بأهمية الأشجار ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة التي ترعاها الدولة.
وما يمكن ان نتفهمه في هذا المشهد اننا نعي تماماً ان يتم ذلك بناءاً على خطة التوسعات العمرانية وكذلك توسعات الطرق التي تشهدها مصر منذ عام 2015 وما يواكبها من تحركات ضرورية لازمة في عمليات التوسع لتسهيل عمليات الحركة والتنقل وزيادة السيولة المرورية هذا من جانب ومن جانب اخر مدى حرص الرئاسة المصرية على ان يتم تعويض ذلك من خلال سن التشريعات واصدار القرارت والتي منها ان نسبة كبيرة من مساحة هذه المجتمعات العمرانية الجديدة مساحات خضراء.
كذلك ايضاً ما تقوم به وزارة البيئة من تكثيف لأنشطتها المتنوعة والمختلفة خاصة في مجالات التشجير داخل المدارس والجامعات ومراكز الشباب وعلى الطرق وغيرها ما هو الا مجهوداً إضافيا يأتي عوضاً على ما تم هدره من مخازن للكربون.
وختاماً فإننا نشدد وبكل عزم وحرص على اننا كمجتمع مدني ومع وزارة البيئة لا نقف مكتوفي اليد امام من تسول له نفسه ان يقوم بقطع شجرة بدون اى داعي وان لا يتم ذلك إلا وفقاً للضرورة حتى نظل مطمئنين على مناخنا ومسارنا البيئي الذي نسعى الى تطوير عمله وتحفيزه على كل المسارات والمستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وان نعضد من عملنا ونشحذ من همتنا دائماً ونتشارك في تحفيز مبادراتنا البيئية وعملنا المشترك مع شركاءنا الحكوميين حتى نزيد من الجوانب الإيجابية المشهودة وان نقلل من الجوانب السلبية والتي لايمكن الإغفال عنها، معاً سنكون شركاء من اجل وطننا وبلدنا الحبيبة مصر .