أمير أبورفاعي يكتب.. قراءة في تصدي مستشار رئيس الجمهورية لـ “تكوين”
أمير أبورفاعي يكتب.. قراءة في تصدي مستشار رئيس الجمهورية لـ “تكوين”
مجرداً من الألقاب الدرجات العلمية والمسميات الوظيفية وضع إسمه بنهاية منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، أسامة الأزهري، هكذا هو الإسم، معلناً عن تصديه وحده لكل أعضاء مركز تكوين أو مؤسسة تكوين التي أعلن عن تدشينها الدكتور يوسف زيدان، وعن مجلس أمنائها من باحثين ومفكرين عرب ومصريين كان على رأسهم الصحفي إبراهيم عيسى والباحث إسلام بحيري، الذي مصادفةً -قدراً-وافق يوم مولده يوم تدشين المؤسسة الوليدة.
وبعبارات تعكس دماسة خلق ورقي تتناسب مع درجة علمية ومنصب رسمي في بلاط الدولة عرض الأزهري، لما كان متابعاً له بصبر وتركيز – على حد تعبيره – بعد أن تأذى وغيره كما استهل مستهل منشوره، وتحدث الأزهري، شارحاً كيفية أنه يسعى لإزالة الحرج عن الأزهر الشريف وأنه كفيل بأن يتصدى وحده في مناظرة لأعضاء تكوين ومعهم د. زاهي حواس وفاطمة ناعوت التي نفى زيدان علاقتها بمجلس أمناء تكوين، وتخلل حديث الأزهري، إظهار تعاون بينه وبين نيافة الأنبا أرميا، بعدما جمعهما تواصل بشأن ما أحدثه تدشين على لسان زيدان، من حالة صخب وجدل واسع مجتمعياً سواء على صفحات التواصل الإجتماعي أو في أروقة دور العبادة أو على المقاهي وحافلات نقل الركاب الجماعية، الأمر ذاته الذي ظهر جلياً في وسائل الإعلام المختلفة إلكترونية منها وفضائية.
ليأتي بعد ذلك إعلان جديد من الدكتور يوسف زيدان، لكنه هذه المرة تدشين آخر على شكل قبول لمناظرة الأزهري، بشرط أن يلتقيه ونيافة الأنبا فقط منفردين.
ولما كان أسامة الأزهري، كما وضع إسمه مجرداً، حاملاً لدرجة الدكتوراة، ويحتل منصب رسمي في الدولة حيث أنه مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، فثمة أمور ملحة يجب التوقف عندها لتأمل أبعادها، فلا يخفى على أحد أنه وبدون الدرجة العلمية والمسمى الوظيفي لما كان هذا التسليط الإعلامي على بيان الأزهري، وهو أمر بلا أدنى شك لا يقلل من الرجل بل هو في حقيقة الأمر يؤكد على مكانة الرجل المرموقة وحصيلة علمية كافية، فليس من المعقول أن يدعو الرجل للرد على جماعة تكوين وهو خجل من درجته العلمية ومنصبه الرسمي، ما يفتح الباب أمام التأمل أكثر عن كون الرجل فضل أن ينحي الأزهر والمؤسسة التي هو مستشاراً لها عن الدخول في هذا اللغط والنوع من المناظرات حفاظاً على هيبة ومكانة كلاهما، لكن وبلا أدنى شك أيضاً أنه لا يتخيل أن يفصل أسامة الأزهري، عن مؤسستين ينتمي لهما وهو ما يتضح في التعريفات المسبوقة لإسمه في معظم المقابلات الإعلامية تعريفاً له.
ولما كان الأمر كذلك،فإن هذا المنشور المهذب الراقي للأزهري، نقطة تحول في الجدل الدائر حول تكوين، فالرجل يعي ما يكتب وما سيتتبعه من رسائل وتعليقات، فلا هو منفصل أو بمعزل عن درجته العلمية وانتمائه لمؤسسة الأزهر الشريف،وكونه مستشاراً دينياً لرئيس الجمهورية، فكل كلمة في مثل هذا الحال تخضع للتدقيق الإملائي واللغوي وأيضاً التدقيق في الأبعاد والنتائج، الأمر الذي ستظهر نتائجه في الأيام القادمة لنستوضح جلياً معنى ما كتبه ونشره مجرداً من الدرجات العلمية والمسميات الوظيفية أسامة الأزهري.