حوادث أوبر تفضح سبب محاربة بينك تاكسي pink taxi
أمير أبورفاعي
حوادث، تحرش، محاولات اغتصاب، قتل، هذه كلها وأكثر بات الحديث عنها سواء في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي بشكل يومي سمة سائدة ما أن يذكر إسم أوبر، شركة نقل عبر تطبيق ذكي يعلو شاشات الهواتف.
ولما كانت مواقع التواصل الإجتماعي ساحة للحديث عن التجارب الشخصية بكل أريحية – من باب الفضفضة – فقد سبقت وسائل الإعلام في تفجير ما يحدث في شركة أوبر من واقع مظلم لسائقين بلا أدنى رقيب أو محاسبة، فكل علاقتهم بالشركة تطبيق لا أكثر تحول عليه الأموال وحسب.
الأمر الذي يكشف حقيقة الهجوم على شركات النقل المصرية التي قدمت نفس الفكرة ولكن بضوابط حقيقية، ولعل أبرز هذه الشركات كانت “بينك تاكسي” pink taxi أو ما عرف وقتها بإسم “تاكسي البنات” التي ما إن أعلن عنه إلا وبدأت حملة ممنهجة لتشوية ومحاربة المشروع المصري الذي يخضع للقانون المصري بكل بنوده ونصوصه، وله مقر معلن ومعروف في القاهرة، ويقدم فرص عمل حقيقية للشباب متوفراً لهم تأمينات إجتماعية ودورات تدريبية وتأهيلية، وفي حين تنادي الدولة بتمكين المرأة وإتاحة فرص العمل لها عمل بينك تاكسي على توفير ذلك، لكن كانت الحرب الشرسة التي تستهدف إحتكار سوق النقل حتى إذا كان ذلك على حساب أعراض وأرواح المصريات لتحقيق مكاسب مالية تنطلق إلى أرصد البنوك بالخارج، في وقت تحتاج الدولة فيه لسواعد أبنائها للنهوض بها وبناء الجمهورية الجديدة.
إن ما أثارته الحوادث المتكررة لشركة أوبر التي وصلت حد القتل، يفتح الباب لسؤال مهم، من يراقب ما يحدث خلال رحلة الركاب مع سائق في سيارة مأجرة؟ ومن نخاطب إذا ما حدث خطأ؟ ومن يعوض المتضرر؟ والإجابة مع شركة أوبر تتلخص في مجرد بريد إلكتروني – اميل- لا أكثر، الأمر الذي لا يحدث من شركات مصرية على أرض مصرية، فشركة تراقب الرحلة وتمتلك مقر ولديها ملف كامل عن السائق أو السائقة بلا شك يضمن أعراض وأرواح المصريات وكلها أمور وفرها مشروع بينك تاكسي، لكن الحرب الضروس على بزوغ شركة مصرية كانت طاحنة خاصة وأن القائمة على المشروع د. ريم فوزي، عضو غرفة شركات السياحة المصرية سابقاً، بدأ يزيع صيتها عالمياً و تكريمها في محافل دولية لما تقوم به في قطاع النقل السياحي وصنفت ضمن أهم 100 سيدة من رائدات الأعمال وكرمت من السيدة هيلاري كلينتون في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة أعوام.
إن انتشار حوادث أوبر بهذا الشكل لهو أمر جد خطير، وهو يفتح الباب أمام تكوين صورة ذهنية توحي بعدم الأمان بمصر في الوقت الذي تبذل الدولة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، كل الجهد لتشجيع جذب الاستثمارات بما فيها الاستثمار السياحي ووضع خطة طموحة تستهدف 30 مليون سائح، فإذا كانت هذه جهود الدولة فإن مردود حوادث أوبر على الاقتصاد سيكون مدمراً فكيف لإمرأة مصرية لا تأمن على نفسها في بلدها وهي مستقلة سيارة مأجرة أن تستقطب مصر سياحة وافدة؟!.