برنامج الأمم المتحدة للبيئة: منتجات تفتيح البشرة المحتوية على الزئبق تُشكل خطرًا على الصحة
كتب : أحمد عبد الحليم
في إطار الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في 21 مارس/آذار، يُسلط برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالتعاون مع أمانة إتفاقية “ميناماتا”، الضوء على مخاطر منتجات تفتيح البشرة التي تحتوي على مادة الزئبق.
وعلى الرغم من التقدم في مجال حقوق الإنسان ومُكافحة التمييز العنصري، إلا أن بعض المُجتمعات لا تزال تعتبر البشرة الفاتحة علامة للجمال والتفوق الإجتماعي، وعلى ذلك يُحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من مخاطر إستخدام هذه المنتجات التي تحتوي على مواد سامة مثل الزئبق، الذي يُشكل خطرًا على صحة الإنسان والبيئة .
يعاني الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الضغط النفسي لتغيير لون بشرتهم، مما يعرض صحتهم للخطر، حيث أن إستخدام منتجات تفتيح البشرة تعمل على تثبيط إنتاج الميلانين في الجسم الذي له تاريخ طويل ولا يزال يمارس في أجزاء كثيرة من العالم حتى اليوم.
وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يقوم بعض الأشخاص بتطبيق كريمات وصابون لتفتيح بشرتهم، لكن الكثير من منتجات تفتيح البشرة تحتوي على مادة الزئبق ومواد كيميائية أخرى تشكل خطرًا على الصحة، هذه المنتجات سامة وقد لا يدرك المُستهلكون أنها تحتوي على مزيج من المواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك مادة الزئبق الذي يُعدّ مادة سامة وثقيلة ويمكن أن تتراكم في الجسم بعد إمتصاصه عَبر الجلد، مما يُسبب في العديد من المخاطر الصحية على الإنسان منها تلف الجهاز العصبي، تلف الكلى، الإضطرابات الهرمونية، العيوب الخلقية، وتلف الرئتين وغيرها من التأثيرات الضارة على الصحة، وبشكل خاص، يكون النساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار عرضة للتأثيرات السامة للزئبق، لذلك، يجب تجنب إستخدام منتجات تفتيح البشرة التي تحتوي على هذه المواد الضارة، والإتجاه للبدائل من المنتجات الطبيعية الآمنة والبحث عنها لتعزز صحة البشرة في تحقيق الإشراق الطبيعي والجمال الداخلي.
يُطالب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على حظر إستخدام مادة الزئبق في منتجات تفتيح البشرة، وزيادة الوعي بمخاطر إستخدام هذه المنتجات، ودعم حملات التوعية للترويج لمعايير الجمال الإيجابية.
ويُؤكد البرنامج، على أهمية التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص للقضاء على هذه الممارسات الضارة.
تأخذ إتفاقية “ميناماتا” خطوة هامة في أن يتم التصدي للإستخدام غير القانوني وغير الآمن لمادة الزئبق وغيرها من المواد الكيميائية الضارة عن طريق توعية المجتمعات وتحفيز الدول على إتخاذ إجراءات قانونية صارمة للحد من إستخدام هذه المنتجات، كما تعمل الأمم المتحدة ومنظمات أخرى على تعزيز الوعي بآثار إستخدام منتجات تفتيح البشرة وتوفير بدائل آمنة وفعالة.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تتعاون الحكومات والمجتمع الدولي للحد من التمييز العنصري المُتعلق بلون البشرة وتعزيز الإحترام والتسامح العرقي، حيث يُعدّ التمييز في بعض المجتمعات على أساس لون البشرة ظاهرة غير مقبولة رغم أن ذلك يُعتبر إنتهاكًا لحقوق الإنسان.
بشكل عام، يهدف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى تعزيز الإستدامة البيئية وصحة الإنسان من خلال التركيز على التحديات البيئية العالمية، واحدة من هذه التحديات هي إستخدام منتجات تفتيح البشرة التي تحتوي على الزئبق وغيرها من المواد الضارة، من خلال توعية الناس بآثار هذه المنتجات وتشجيع إستخدام بدائل آمنة، يمكننا العمل معًا لحماية صحة البشرة والحد من التمييز العنصري المرتبط بها .